تقرير:مكين العوجري
قبل الحرب كان الوضع المعيشي لأغلبية الشعب اليمني سيئ ومتدهور ، ماعدى نسبة ضئيلة جداً كانت تعيش حياة مستقرة أغلبها اسر أولئك الذين يقتاتون على احلام المواطن اليمني، حتى جاءت الحرب في مطلع العام 2015م، والتي زادت من معاناة الشعب اليمني فأصبحت حياته اكثر خطرآ، حيث أغلب الأسر تقبع تحت خط الفقر،في بلد مهدد بالمجاعة .
نقص حاد في المواد الغذائية والقدرة الشرائية عند المواطن و ذلك بسبب توقف المرتبات وانعدام الاعمال التي كانت تسد بعض احتياجات الاسر الى حدما، الأمر الذي تسبب بانهيار الحالة المعيشية للمواطنين.
الحاج / عبدالكريم الشميري ،50 عامآ لديه 7 أطفال نموذج لكثير من المواطنين، يقضي معظم وقته بالسير على الأقدام في شوارع وأزقة مدينة تعز باحثآ عن عمل ،وغالبآ مايعود إلى منزله منهكآ .
يقول الشميري إن حالته المعيشية صعبة للغاية بسبب الأوضاع التي تمر بها البلد وخاصة مدينة تعز،مشيرآ إلى أن حالته قبل الحرب كانت مستقرة من حيث توفير الاحتياجات الأساسية لأسرته ،وذلك لحصوله على عمل يقضي فيه بعض الوقت، وان كان متقطع.
هناك تغير كبير بين فترة ماقبل الحرب واثناء الحرب، حيث أن أغلب الأسر أصبحت عاجزة عن توفير أدنى الاحتياجات الضرورية للاستمرار في الحياة بشكل طبيعي،وهذا يظهر بشكل واضح من حديث الحاج عبدالكريم بقوله “ان الاحتياجات التي كنا نستهلكها قبل الحرب كانت تسد الاحتياج ،أما حاليآ لم نستطيع توفير نصف ماكنا تستهلكه سابقآ”
وأوضح أنه كان يشتري كيس دقيق وبسعر مستقر، وحاليآ يقوم بشراء نصف كيس دقيق بعد بذله جهدآ عاليآ ومشقة كبيرة، وذلك نتيجة للإضطراب الحاصل للأسعار وتزايدها بشكل جنوني، منوهآ إلى أنه بعض السلع لا يستطيع الحصول عليها كالخضروات، في الوقت الذي قال فيه أن الوجبة ليست كافية ولا تسد الجوع .
اما الاخ/ سلطان الجمال، حاله لا يختلف عن الكثير، فيتحدث عن وضعه المعيشي قبل الحرب والذي كان لا بأس به كون الوضع مستقر أمنيا فيقول ” كنت اشتغل في الأعمال الحرة اذ توفرت”.
ومع اندلاع الحرب تدهور وضعه المعيشي اكثر وزادت حياته قساوة، وخاصة ان المدينة ترزح تحت حصار المليشيات الإنقلابية، وغياب الشرعية، حسب تعبير الاخ/ سلطان، ساخرا من حكومة الشرعية “بالمسافرة ” فمنزله لم تدخله الكثير من الاحتياجات الأساسية كالخضروات والفواكه، واصفاً القوى السياسية بتركة الماضي التي لم تاتي بشئ جديد، في الوقت الذي يتمنى فيه أن يحصل على مستحقاته المصادرة.
اما الاستاذ / عبد الودود الحمادي، موظف في القطاع التربوي، فإنقطاع الراتب مصدر قلق بالنسبة له وزملائه من موظفي القطاع العام، خاصة مع اشتداد أزمة الحياة المعيشية، وبحسب تعبيره “ان الوضع لا يطاق فالموظف أصبح محل إهانة للتجار ولاصحاب العقارات، بسبب الديون المتراكمة، مضيفاً ان الراتب يعتبر إعاشة فقط ولا يكفي حتى توفير احتياجات بسيطة للأسر.
توقفت المرتبات التي عصفت بأغلب موظفي الدولة، لاسيما أن الموظف لا يملك مصادر دخل اخرى، واشار إلى أن كل مقومات وضعه المعيشي سيئة، متهماً القوى السياسية بتجاهلها لحياة المواطن.
الحرب في اليمن لم تأتي بجديد سوى أنها زادت من حدة الفقر والمرض والحرمان، لتظل الحياة هي الهاجس الأكبر الذي يشغل قطاع واسع من الشعب، فإلى متى سيظل المواطن يدفع ثمن الفشل السياسي، وهل صعوبة الحياة ستستمر في التدحرج نحو المجاعة الشاملة، ام أن للقوى المتصارعة رأي آخر يقود الجميع نحو استعادة امل الحياة.